روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | داعبها زوجها في رمضان فتركته ليجامعها فيفطر فيأثم! فهل تفطر بهذه النية؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > داعبها زوجها في رمضان فتركته ليجامعها فيفطر فيأثم! فهل تفطر بهذه النية؟


  داعبها زوجها في رمضان فتركته ليجامعها فيفطر فيأثم! فهل تفطر بهذه النية؟
     عدد مرات المشاهدة: 2288        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الســـؤال:

امرأة داعبها زوجها بعد الفجر في رمضان، وقالت له: اتركني حتى لا أفطر، وكرر هو ذلك رغم كلامها، ثم أدارت له ظهرها وتركته، وقالت في نفسها: خليه يفعل ما يشاء حتى أفطر، ويأخذ هو الذنب، ولكنه بعد أن قالت ذلك في نفسها: تركها ولم يفعل شيئا، وهي لما قالت ذلك: لم يكن همها إلا أن يأخذ الذنب فقط، لا لتفطر، أو تأكل أو تشرب، وأخاف أن ما قلته يكون سببا في فساد صومي، إن كنت نويت الإفطار حقا من أجل ذلك، أو كان كلاما فقط.

أرجو الإجابة بالتفصيل في حالة نيتي في الفطر لهذا السبب، أو إن كان حديث نفس.

وأيضا في حالة ما إذا كنت أصاب أحيانا بالوسواس في النية أو صحة الصوم.

* الجـــواب:

الحمد لله

أولا:

من نوى الفطر وهو صائم، جازماً غير متردد، بطل صومه على الراجح، وإن عدل عن نيته، ولزمه قضاء هذا اليوم.

أما إن تردد في الفطر، أو علقه على شيء، كأن وجدت طعاما أو شرابا أفطرت، ثم لم يجد، فصومه صحيح.

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

رجل مسافر وصائم في رمضان، نوى الفطر ثم لم يجد ما يفطر به، ثم عدل عن نيته وأكمل الصوم إلى المغرب فما صحة صومه؟

فأجاب: صومه غير صحيح، ويجب عليه القضاء، لأنه عندما نوى الفطر أفطر، أما لو قال: إن وجدت ماءً شربت وإلا فأنا على صومي، ولم يجد الماء، فهذا صومه صحيح، لأنه لم يقطع النية ولكنه علّق الفطر على وجود الشيء، ولم يوجد الشيء فبقي على نيته الأولى، انتهى من -لقاء الباب المفتوح29/20.

والذي يظهر أن الذي حصل منك هو الثاني: أي أنك قد علقت فطرك، على إسترسال زوجك في هذا الأمر، وهو لم يفعل، ونية الفطر: شيء، والتعليق على فعل لم يحدث: شيء آخر، مخالف له في الحكم.

وعلى ذلك: فصومك صحيح، ولا يلزمك قضاؤه.

وأما لو كنت قد نويت الفطر، أو غلب على ظنك الآن: أن هذه كانت نيتك: فقد فسد صومك، ووجب عليك قضاء ذلك اليوم.

وإن حاك في صدرك شيء من ذلك، وإحتطت لصومك، فضيت يوما مكانه: فهو حسن إن شاء الله.

لكن إذا كان الوساوس يعاودك في النية، أو في صحة العبادة: فلا تعيدي صوم ذلك اليوم، وإحمليه على الصحة، وإياك أن تسترسلي وراء الوساوس، فهذا باب فساد وشر عظيم، ولا ينتهي إلا بأن يفسد على العبد عبادته، ودينه كله.

وقد سبق الكثير من الأجوبة في التحذير من الإسترسال وراء الوساوس.

ثانيا:

يجوز للرجل حال صيامه: إن كان مالكا لنفسه، قادرا على منعها من الإسترسال في الأمر، وتعدي حد الله بالوقوع في الجماع، أو إنزال المني، يجوز له أن يباشر زوجته بضمّ، أو تقبيل، ونحو ذلك.

ثالثا:

لا يجوز للمرأة أن تسعى في وقوع زوجها في الفعل المحرم، أو أن ترضى به، بل الواجب عليها نهيه عنه ومنعه منه قدر ما تستطيع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ». رواه مسلم.

فتركك الزوج بدون نهيه عما يفعل ليقع في المحرم، ويأثم، ويتعرض لعقاب الله في شهر الرحمة: قصد محرم، وسعي في وقوع معصية الله، أو رضا بها، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

يجب على من رأى شخصاً يأكل أو يشرب في رمضان وهو يعرف أنه صائم، يجب عليه أن يذكره لأنه إذا نسي فهو معذور لكن أنت لم تنس، وقد قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2].

وإذا كان هذا واجبا في حق كل أحد، فكيف إذا كان هو الزوج، لا شك أن الأمر في شأنه أوجب، وأن حقه عليك أوكد.

فعليك التوبة والإستغفار، وألا تعودي لمثله بعد ذلك، وأن تكوني لزوجك خير معين على أمر الدنيا والآخرة، ومن ذلك أنك إذا رأيتيه على معصية أو يريد فعل معصية نهيتيه عنها وذكرتيه بالله.

والله أعلم.

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب.